“لكل أديب أو شاعر في المنبر الحق في أن يكتب ما يريد.. وما زالت الشام هي الشام بمعناها التاريخي والثقافي..”
بث “تلفزيون فلسطين” الرسمي الحكومي ظهر يوم الجمعة 28/1/2022 الحلقة الثالثة من برنامجه (الصالون الثقافي) الذي تقدمه الإعلامية والأديبة “كوثر الزين”، وقد خصصت الحلقة للحديث عن تجربة “منبر أدباء بلاد الشام” كجماعة أدبية من خلال استضافة المنسق العام للمنبر الشاعر “محمد شريم” وعضو المنبر الشاعرة “فاطمة نـــزال” التي تحدثت أيضاً بناء على أسئلة وجهت إليها حول مهرجان الشعر العالمي الذي تنسق أنشطته في فلسطين.
وقد ابتدأت الإعلامية “الزين” الحلقة بتذكير المشاهدين بالمنابر الأدبية العربية ودورها على مر التاريخ، مشيرة إلى دور الشبكة العنكبوتية في خدمة هذه المنابر في وقتنا الحاضر، ثم قدمت لمحة موجزة عن “منبر أدباء بلاد الشام” مشيرة إلى أن “فكرة منبر أدباء الشام انطلقت في منتصف 2019 من صفحة فيسبوكية، لكن في فترة قياسية تحولت إلى مركز ثقافي برقم تسجيل لدى وزارة الثقافة”.
وبناء على تساؤل مقدمة البرنامج عن سبب تسمية المنبر التي تشير إلى هويته ورسالته بقولها: لماذا بلاد الشام فقط؟ أجاب الشاعر “شريم” مؤكداً على أن “أعضاء المنبر عروبيون بالفطرة”، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بتوفير منبر لأدباء بلاد الشام يساهمون من خلاله في تعــزيــز الوحدة الثقافية لهذه البلاد التي هي في الأصل من حيث التاريخ والجغرافيا والثقافة قطر واحد قسمه المستعمرون إلى أربعة أقطار، وأن هذا الأمر لا يتناقض مع انتماء أدباء بلاد الشام إلى وطنهم العربي الكبير واعتزازهم به.
وقد أجابت الشاعرة “نـــزال” على سؤال الإعلامية “كوثر الزين” بشأن انطلاق “منبر أدباء بلاد الشام” كصفحة فيسبوكية في بداية الأمر قائلة: “اعتقد أن الميديا تلعب دوراً كبيراً في الوقت الحالي في تنشيط الحال الثقافي محلياً أو إقليمياً وحتى عالمياً، وبالتالي كان دور منبر أدباء الشام أنه من هذه النقطة انطلق مواكبة لما يحدث…”.
ورداً على سؤال لمقدمة البرنامج عن تعريف المنبر كجماعة أدبية مستقلة بعيداً عن دهاليز السياسة رغم “أن كل أديب في بلاد الشام ولد مسيساً بحكم واقع المنطقة وتاريخها” أجاب المنسق العام للمنبر الشاعر “محمد شريم”: لكل أديب أو شاعر في المنبر الحق في أن يكتب ما يريد وبضمن ذلك الإبداعات ذات الرسالة السياسية، ومعظم الأدباء في المنبر هم مسيسون فكرياً، ولكن عندما يدخل الأديب المنبر يعلق على المشجب الخارجي عباءته الفكرية والحزبية والسياسية.
كما أجاب المنسق العام للمنبر عن تساؤل الإعلامية الزين عن نص ورد في “النظام الداخلي” لجماعة المنبر على مستوى بلاد الشام، وهو النص المتعلق بمصطلح “بلاد الشام” مشيرة إلى اقترانه بمصطلح آخر هو “سورية الكبرى”، حيث تساءلت إن كان هذان المصطلحان هما في الذاكرة والوجدان العربي في هذه الأيام بعد ما نتج عن “سايكس ـ بيكو” الاستعماري الاحتلالي من مصطلحات تجذرت في وعينا أم أن المنبر يسير عكس التيار ، فأكد الشاعر شريم بالرسول عليه الصلاة و السلام قال: “اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا” وما زالت الشام هي الشام بمعناها التاريخي والثقافي، أما بالمعنى السياسي فأمر آخر، لذلك لا نتطرق إلى الأمر السياسي ولا نقحم نفسنا فيه… هناك واقع ونحن ملزمون بالاعتراف به، ولكننا كأدباء نسعى من باب الثقافة والأدب إلى المساهمة في تعزيز الوحدة الثقافية في الأذهان. واستذكر الشاعر شريم تاريخ بلاد الشام، مشيراً إلى “قيام الكثير من الدويلات على مر التاريخ فذهبت الدويلات وبقيت بلاد الشام بحدودها الطبيعية المعروفة وبتراثها وثقافتها.
وبناء على سؤال من مقدمة البرنامج عن دور الصحافة الجزائرية بشكل عام وجريدة “كواليس” بشكل خاص في توفير فضاء إعلامي لمنبر أدباء بلاد الشام فقد وجه المنسق العام للمنبر الشكر للجزائر وصحافتها بشكل عام، كما توجه إلى “كواليس” قائلاً : ” أود أن أوجه الشكر إلى جريدة “كواليس” الجزائرية وإلى إدارتها وإلى المشرف الثقافي فيها الأستاذ مصطفى بوغازي والأستاذة بوسعدية نجود على ما يتفضلون به من التعب معنا في الصفحة الورقية الأسبوعية المخصصة في هذه الجريدة اليومية لمنبر أدباء بلاد الشام وباسم المنبر وبشعار المنبر…”.
وبطلب من الإعلامية كوثر الزين قرأت الشاعرة فاطمة نزال خلال اللقاء نصاً من إبداعها، وقرأ الشاعر شريم أبياتاً من القصيدة العمودية المشتركة التي نظمها بعض شعراء المنبر بعنوان “يا أمة القدس”.