أكد رئيس مخبر بمعهد باستور الجزائر، الدكتور محمد لمين سعيداني، أن التعرض إلى الإصابة بلسعات العقارب والوفيات تراجعت بفضل تعزيز حملات الوقاية من خلال توسيع عمليات جمع هذا الحيوان، سيما بالمناطق التي تعرف انتشارا له.
وكشف نفس المسؤول وعضو لجنة الخبراء لمكافحة لسعات العقارب بمديرية الوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة عن تراجع الإصابات والوفيات الناجمة عن التعرض إلى الإصابة بلسعات العقارب من أزيد من 50 ألف حالة خلال السنوات الماضية إلى 46787 حالة إصابة و39 وفاة خلال سنة 2019 و44019 حالة اصابة و30 وفاة خلال سنة 2020 و40138 حالة اصابة و22 وفاة خلال سنة 2021 وذلك بفضل تعزيز حملات الوقاية وعملية جمع هذا الحيوان الخطير الموجهة لتحضير المصل المضاد لهذه اللسعات من طرف المعهد.
وبخصوص الوسائل التي أعدها المعهد بالتنسيق مع السلطات العمومية المحلية سيما بالمناطق المصنفة حمراء وبرتقالية من حيث انتشار حالات الاصابة أشار ذات الخبير إلى مختلف اللقاءات المتعلقة بتوسيع حملات التوعية والتحسيس لفائدة مواطني كل من ولايات ورقلة والبيض والجلفة وبسكرة والوادي مؤكدا دعم هذه الحملات بملصقات لفائدة الجمعيات والعائلات تحمل رسائل بسيطة حول كيفية الوقاية من لسعات العقارب التي غالبا ما يذهب ضحيتها الأطفال.
ومن بين الوسائل الأخرى التي أعلن عنها الدكتور سعيداني تحيين الدليل الموجه للممارسين بوحدات الصحة الجوارية المنتشرة عبر القطر بعد الانتهاء من وضع الرتوشات الأخيرة مما سيساعد هؤلاء الممارسين على تحسين التكفل بالمصابين.
كما أشار بالمناسبة إلى تنظيم لقاء دولي بولاية الوادي كمنطقة مصنفة حمراء وذلك لتبادل الخبرات والتجارب والمعلومات حول خطر لسعات العقرب إلى جانب تنظيم ورشة تدريبية للاستعانة بالمرشدات لتوعية الأمهات بالمنازل بخطر التعرض إلى لسعات العقارب سيما لدى الأطفال مثمنا بالمناسبة الدور الذي قامت به المساجد في هذا المجال بالمناطق التي احتضنت الحملات التوعوية.
وتلعب وسائل الإعلام بمختلف انواعها سواء كانت محلية أو وطنية دورا هاما في توعية الساكنة بهذا الخطر الذي لايزال يحصد أرواحا بالرغم من الوسائل التي رصدتها السلطات العمومية للوقاية منه.
ويبقى التقليص من معدل الاصابة بلسعات العقارب مرهونا بمدى اشراك واستجابة القطاعات المعنية كل واحدة في دائرة اختصاصها حيث تتكفل على سبيل المثال الجماعات المحلية بجمع وابعاد النفايات ومخلفات مواد البناء عن التجمعات السكنية مع توفير الانارة العمومية التي تساعد على محاربة هذا الحيوان.
أما فيما يتعلق بتوفير المصل المضاد للسعات العقارب قال الدكتور سعيدان أن معهد باستور ينتج سنويا 80 ألف جرعة وهي كافية -كما اضاف -لتلبية كل احتياجات وزارة الصحة والمناطق المعنية حيث يتم توزيع هذه الكميات على وحدات الصحة الجوارية قبل اطلاق حملة التوعية المصادفة لكل شهر افريل وذلك قبل موسم الحر الذي يعرف انتشارا لهذا الحيوان.
وأكد من جهة أخرى أنه ومنذ اقتناء تجهيزات جديدة لأنتاج المصل المضاد للسعات العقارب في سنة 2013 لم “يتم تسجيل “أي ندرة أو انقطاع في توفير هذه المادة الحيوية للمواطن.