أحصي ما لا يقل عن 3.807 طائر مائي معشش في الفترة الممتدة ما بين شهري ماي المنصرم و جوان الجاري من قبل مختصين في علم الطيور بمختلف المناطق الرطبة لولايتي غرداية والمنيعة.
و استهدف هذا التعداد الوطني للطيور المائية المعششة الذي يندرج في إطار أنشطة الشبكة الوطنية لملاحظي الطيور الجزائريين بمناسبة إحياء اليوم العالمي للطيور المهاجرة مختلف المناطق الرطبة -الطبيعية والإصطناعية- المتواجدة بالولايتين والتي أصبحت مواقع لتعشش للطيور المهاجرة.
وأوضح رئيس فريق جنوب/شرق 2 للشبكة، عبد الوهاب شداد أن تلك المسطحات المائية تحولت إلى “مواقع لتعشش أسراب الطيور المهاجرة التي تنتقل على محور إفريقيا وأوروبا سيما المنطقة الرطبة الطبيعية “سبخة المالح” (ولاية المنيعة) والمنطقة الرطبة الإصطناعية “كاف الدخان” بمصب وادي ميزاب بغرداية.
و يهدف هذا الإحصاء الذي أجري ما بين 17 ماي و 5 جوان الجاري إلى إعداد قاعدة معطيات ومتابعة لهذه المناطق الرطبة والتعرف على تعداد الطيور المائية المعششة وكثافتها بالمنطقة، كما صرح السيد شداد، مؤكدا أن علامات التعشيش تحدد بتواجد الأعشاش والبيض وفراخ الطيور بتلك المواقع.
و سمحت هذه العملية بتصنيف ثلاثة وعشرون (23) نوعا من الطيور المائية المعششة ومن بينها الأصناف المعروفة على غرار النحام الوردي وسحنون دجاج الماء والطوالة البيضاء وتادورن كاساركا ومرمونيت الرخامي واللقلق الأبيض وأصناف أخرى.
و شمل هذا التعداد المنطقة الرطبة الطبيعية “سبخة المالح” بولاية المنيعة المصنفة في 2004 ضمن اتفاقية “رامسار” الدولية ، والمناطق الرطبة غير المصنفة “فايجة القارة” ببلدية حاسي القارة (المنيعة) والمنطقة الرطبة الطبيعية “ضاية أم سويد” ببلدية المنصورة.
…تراجع محسوس للطيور المعششة في المسطحات المائية الطبيعية والإصطناعية
و استهدفت العملية المناطق الرطبة الإصطناعية التي استحدثت ضمن برنامج معالجة المياه المستعملة وحماية البيئة والموارد المائية والتي تشكلت أساسا من محطات تصفية المياه المستعملة بكاف الدخان (المصب النهائي لوادي ميزاب) بالعطف وأخرى ببريان والقرارة وكذلك مصبي متليلي وزلفانة.
و تتوفر تلك المناطق الرطبة على تنوع بيئي هام وتحتضن أصنافا متنوعة من الطيور المهاجرة من بينها أنواع مدرجة ضمن قائمة الطيور المهددة التي أعدها الإتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة.
و قد أصبحت تلك الفضاءات المائية سيما الإصطناعية منها نقاط لتوطين وتكاثر الطيور المائية المهاجرة وذلك بفضل خضوعها للحراسة وبعدها عن المناطق الحضرية.
كما أنها تحتضن قدرات “هامة” لتنمية سياحة إيكولوجية ويمكن تحويلها أيضا إلى مخبر حقيقي مفتوح على الهواء للعلماء والمختصين في علوم البيولوجيا.
و سجل مختصو الشبكة الوطنية لملاحظي الطيور الجزائريين خلال السنة الجارية 2022 تراجعا “محسوسا” للطيور المعششة في المسطحات المائية الطبيعية والإصطناعية بولايتي غرداية والمنيعة مقارنة بسنة 2020 التي أحصي خلالها 6.135 و 4988 طائر في السنة المنصرمة 2021.
حسب رئيس فريق الشبكة بغرداية وهو أيضا رئيس مكتب حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات بالولاية يرجع هذا التراجع المسجل للطيور المعششة إلي التغييرات المناخية والجفاف وجفاف عديد المسطحات المائية وكذلك للأنشطة البشرية التي لها تأثيرا كبيرا على النظام البيئي والثروة الحيوانية والنباتية.
و يعتبر تواجد هذه الطيور بالمنطقة مؤشرا جيدا لوضعية التنوع البيئي محليا وهذا بالرغم من الحرارة والزوابع الرملية.