أشرف أمس رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على الاستعراض العسكري الذي نظمه الجيش الوطني الشعبي على مستوى الطريق الوطني رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر إحياء للذكرى الـ 60 للاستقلال، الاستعراض حضره رؤساء دول كل من تونس، فلسطين، النيجر، الكونغو الديمقراطية، إثيوبيا والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، كضيوف شرف فضلا عن ممثلي بعض الدول الشقيقة والصديقة، وقد عرف الاستعراض العسكري كذلك حضور الفريق الأول السيد السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ورئيسي كل من مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، والوزير الأول وأعضاء الحكومة، وقائد الحرس الجمهوري، وقادة القوات وقائد الدرك الوطني وقادة النواحي العسكرية، اضافة الى ألوية وعمداء في الجيش الوطني الشعبي ومسؤولين سامين في الدولة، وكذا ممثلين عن الأسرة الثورية ومسؤولي وسائل الإعلام والأسرة الجامعية وعن السلك الدبلوماسي وملحقي الدفاع المعتمدين في الجزائر.
الرئيس تبون يحظى باستقبال جماهيري كبير
خص رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لدى وصوله إلى جامع الجزائر للإشراف على انطلاق الاستعراض العسكري باستقبال كبير من قبل الجماهير الحاضرة بعين المكان، وقد بادل الرئيس تبون آلاف المواطنين التحية ووقف مطولا أمام الجماهير التي توافدت إلى منتزه “الصابلات” منذ ساعات الصباح الأولى لحضور هذا الاستعراض العسكري الضخم، وعلى مختلف جوانب الطريق السريع رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر الذي تزين بالأعلام الوطنية وصور شهداء ثورة التحرير المجيدة، ارتص آلاف المواطنين أغلبهم من الشباب والعائلات موشحين بالراية الوطنية ومرددين شعارات وأناشيد وطنية، وشهد توافد الجماهير القادمة من مختلف المقاطعات الإدارية لولاية الجزائر وبعض الولايات المجاورة تنظيما محكما سهرت على إنجاحه السلطات الأمنية والعسكرية وأعوان مصالح الولاية وكذا فعاليات المجتمع المدني الحاضرة بقوة، على غرار أشبال الكشافة الإسلامية الجزائرية الذين حرصوا منذ الساعات الأولى للصباح على ضمان راحة المواطنين وتوجيههم، فوسط هتافات وأهازيج هذه الجماهير التي أتت من كل حدب وصوب لحضور هذا الحدث الضخم تخللته إيقاعات عسكرية من أداء فرق الحرس الجمهوري، سار الموكب الرئاسي ليلتحق بالمنصة الشرفية التي تم نصبها بمحاذاة جامع الجزائر.
الرئيس تبون يدعو إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون
دعا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في كلمة بمناسبة إشرافه على انطلاق الاستعراض العسكري بالعاصمة إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون وقال: “إنني أشد على أيدي الأشداء المرابطين على الحدود ونسور العلا وحفظة رياس البحر الأمجاد،
وأؤكد من جديد أننا جميعا من مواقعنا مدعوون في ظرف محفوف بالتحديات إلى المساهمة في تثبيت مرتكزات دولة المؤسسات والحق والقانون، دولة تتكرس فيها روح المواطنة وقيم التضامن ويتجدر فيها الشعور بالواجب الوطني”،
وأضاف الرئيس تبون: “لنجعل من ذلك قناعة في ضمائرنا وغاية نبيلة لمساعينا ونجعل من أيامنا التاريخية محطات شاهدة على الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة ولنتخذ منها معالم مرشدة لخدمة وطننا المفدى وشعبنا الأبي”،
وأكد رئيس الجمهورية تبون أن الاستعراض العسكري يضفي وجها استثنائيا على الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، في وقت وصلت فيه البلاد بمؤسساتها وهيئاتها الدستورية مرحلة ارتسم معها وجه جزائر الثقة في الحاضر والامل في المستقبل،
كما جدد رئيس الجمهورية تقدير الأمة للجيش الوطني الشعبي درع الأمة وحامل لواء جيش التحرير الوطني الذي نشهد معه باعتزاز ما أحرزه من مكاسب وانجازات عظيمة، مبرزا أن “هذه اللحظات عميقة المغزى والشعب الجزائري يقف على ما وصل إليه جيشنا العتيد من احترافية وتحكم عالي في العلوم والتكنولوجيا العسكرية، وهي لحظة تحمل إلى جانب ذلك معاني الوفاء للشهداء ولرسالة نوفمبر الخالدة”،
وتابع الرئيس تبون مؤكدا أن الجيش الوطني الشعبي متلاحم مع الشعب ويزداد مهابة ورفعة لما يحظى به من مكانة في وجدان الامة، ويزداد تمرسه اقتدارا بما يتحلى به الضباط والجنود وكافة المستخدمين والمنتسبين اليه من وطنية والتزام”،
ولم يفوت الرئيس تبون الفرصة لتقديم جزيل الشكر والعرفان لكل ضيوف الجزائر الذين “أبوا إلا أن يقاسموا معنا الافراح في هذا العيد المبارك عيد الاحتفاء بستينية استقلال الجزائر واسترجاع سيادتها”.
مشاركة متميزة لمختلف قوات الجيش في الاستعراض العسكري
شهد الاستعراض العسكري مشاركة متميزة لمختلف قوات الجيش الوطني الشعبي، أبانت عن تطور كبير لمنظومة الدفاع الوطنية وعصرنة للعتاد العسكري ودقة واحترافية في الأداء، وقد استهل الاستعراض الذي جاب الطريق الوطني رقم 11 المحاذي لجامع الجزائر، بقيام الرئيس تبون مرفوقا برئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق الأول السعيد شنقريحة بتفتيش المربعات المشاركة في هذا الحدث والتي ناهز عددها 100 مربع، تمثل كافة قوات الجيش الوطني الشعبي وذلك على وقع 60 طلقة من المدفعية كما حيا الجماهير الحاضرة، وبعد التحاقه بالمنصة الشرفية والاستماع إلى النشيد الوطني وإلقاء كلمة بالمناسبة أكد فيها على الوجه الاستثنائي الذي يضفيه الاستعراض العسكري على الاحتفال بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، قام رئيس الجمهورية بالإعلان عن الانطلاق الرسمي لهذا الحدث الذي استهل بمربعي الفرقة الموسيقية والخيالة للحرس الجمهوري، والتي تلتها مربعات المجاهدين وأشبال الأمة وقيادات القوات والمدارس العسكرية، إضافة إلى مربعات المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للجمارك والمديرية العامة للحماية المدنية.
الطائرات المسيرة وسوخوي وسي 130 تزين سماء العاصمة
تميز الاستعراض بأداء باهر وفي غاية الدقة لتشكيلات القوات الجوية للجيش الوطني الشعبي، حيث قام تشكيل جوي لـ 06 طائرات للتدريب القاعدي والمتقدم بتزيين سماء العاصمة بالألوان الوطنية، تلاه تشكيل جوي لطائرة تدريب متقدم لطيران النقل مرفوقة بطائرتين للتدريب القاعدي والمتقدم، وحلق فوق المنصة الشرفية تحت تصفيقات وإعجاب ضيوف الجزائر، تشكيل جوي لـ 08 طائرات للتدريب المتقدم والإسناد الناري، وتشكيل ثلاثي لطائرات النقل التكتيكي، وتشكيل آخر لطائرات استطلاعية متعددة المهام، ونفذ طيارو القوات الجوية عملية التزود بالوقود لطائرتين من نوع سوخوي من طرف طائرة تموين من نوع اليوشن بمرافقة طائرات مقاتلة، وفي نهاية الاستعراض الجوي تم تشكيل رباعية طائرات مقاتلة تتقدمه طائرتان للقصف تجسد عملية التزود بالوقود جوا، وقد نال هذا العرض إعجاب الحاضرين.
ظهور راجمة الصواريخ سميرتش ومنظومة أس 300
شاركت في الاستعراض دبابات معصرنة وآليات إسناد وعربات لنقل المشاة مزودة بمنصة إطلاق صواريخ، بالإضافة إلى عربات قتالية مدولبة مزودة بمنصات صواريخ وعربات استطلاع قتالية، وبعدها دخلت مضمار الاستعراض مدفعية ذاتية الحركة أعقبتها مدفعية صاروخية، بالإضافة إلى شاحنات مزودة بمدافع ثنائية مضادة للطائرات، وعربات قتالية ذاتية الحركة مضادة للطائرات وعربات قتالية مزودة بمنظومة صواريخ أرض جو متوسطة المدى، كما تم عرض منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى أس300، وعربات لكل الميادين مزودة بمدافع عديمة الارتداد، وعربات خفيفة مدرعة لكل الميادين وعربات مدرعة مدولبة رباعية الدفع، وإثر ذلك تم عرض منظومة سلالم اقتحام ودبابات لنصب الجسور، وعربات لفتح الطرقات ومحطات رادار متعددة المهام، ودبابات التصليح والإخلاء وعربات إسعاف وجر مدرعة، قبل أن تدخل الاستعراض شاحنات مسطحة رباعية وسداسية الدفع وشاحنات مخصصة للقيام بمهام التصليح والميكانيك العامة وتصليح الدبابات والإخلاء والجر.
غواصتا الونشريس وجرجرة القوة الضاربة للأسطول البحري
في نهاية الاستعراض الذي تخلله إنزال مظلي لتشكيلة من الفريق الوطني العسكري للقفز المظلي ذكور وإناث، وعرض تشكيلات من فرق الدراجات النارية التابعة للدرك الوطني، تم فسح المجال لاستعراض تشكيلات القوات البحرية متمثلة في سفن حربية متنوعة ومتعددة المهام على غرار الغواصات وسفن القيادة ونشر القوات، وكذا الإسناد والدعم الفرقاطات، الغرابات، كاسحات الألغام وسفن تدريبية وسفن مخصصة للبحث والإنقاذ.
الرئيس تبون يشرف على تدشين معلم “أصدقاء الثورة الجزائرية” برياض الفتح
أشرف رئيس الجمهورية تبون أمس الثلاثاء بساحة رياض الفتح على تدشين معلم “أصدقاء الثورة الجزائرية”، والذي يتمثل في جدارية تحمل أسماء أصدقاء الثورة التحريرية المجيدة من الأجانب مرصعة بعبارة ”أصدقاء الثورة: إخوة في الكفاح، عرفان دائم”، وكان رئيس الجمهورية مرفوقا بكل من رئيس مجلس الأمة السيد صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني السيد ابراهيم بوغالي، الوزير الأول السيد أيمن بن عبد الرحمان، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، وكبار المسؤولين في الدولة وأعضاء في الحكومة إلى جانب شخصيات وطنية ومجاهدين.