تطرقت افتتاحية مجلة الجيش لشهر أوت الجاري للاستعراض العسكري الضخم والمبهر الذي نفذه الجيش الوطني الشعبي باحترافية وإتقان بمناسبة ستينية الاستقلال،
وجاء فيها : “كما كان منتظرا تمكن الجيش الوطني الشعبي من كسب الرهان كما في كل مرة، في يوم له رمزيته ودلالته في الضمير الجمعي للأمة،
كيف لا والأمر يتعلق بعيد استرجاع السيادة الوطنية في ذكراها الستين، لقد قدم جيشنا الباسل استعراضا عسكريا في مستوى الحدث، فبقدر ما أشعر الشعب الجزائري بالفخر والاعتزاز، أبهر الحضور من ضيوف الجزائر وكل من تابعه عبر القنوات التلفزيونية العالمية التي تناقلت تفاصيله،
والحقيقة أن النجاح الباهر للاستعراض العسكري الضخم والمبهر الذي نفذه الجيش الوطني الشعبي باحترافية وإتقان صبيحة الخامس جويلية إنما هو وليد شعور أفراده بالمسؤولية تجاه الوطن والمواطنين وسعيهم الدؤوب لإنجاحه،
حيث تضمن في المقام الأول رسالة طمأنة للشعب الجزائري وأخرى إلى الخارج مفادها أن العتاد المتطور الذي يمتلكه جيشنا إنما هو موجه حصرا للدفاع عن الوطن، مثلما أكده السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي”.
امتلاك الجيش مكامن القوة الرادعة ليست مجرد كلام للاستهلاك
وأكدت الافتتاحية أن التنظيم المحكم للاستعراض في كل جوانبه وتنفيذه من قبل مختلف التشكيلات بطريقة مثلى أثبت أن التصريحات المختلفة الصادرة عن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والفريق أول السعيد شنقريحة في أكثر من مناسبة بشأن امتلاك الجيش الوطني الشعبي مكامن القوة الرادعة التي تمكنه من الدفاع عن السيادة الوطنية والوحدة الشعبية أنها ليست مجرد كلام للاستهلاك بل حقيقة ماثلة لنجاح اكتسبه مدروسة بعناية فائقة حتى يبلغ ما بلغه من رُقي خدمة للمصلحة العليا للوطن،
كما أن المستوى الرفيع الذي أظهرته التشكيلات المشاركة في الاستعراض دون استثناء تؤكد بما لا يدع مجال للشك أنها لم تكن لتبلغه وتترك انطباعا حسنا لدى الجميع لولا التكوين والتدريب الجيدين الذي يتلقاه أفراد مختلف مؤسسات التكوين التابعة للجيش الوطني الشعبي، والتكوين المستمر على مستوى الوحدات تنفيذا لمخططات التحضير القتالي، في هذا الخصوص شهدت مختلف مؤسسات التكوين للجيش الوطني الشعبي في الشهر المخلد الذكرى استرجاع السيادة الوطنية تخرج دفعات جديدة، بعد أن تلقت تكوينا نوعيا في مختلف التخصصات العسكرية والعلمية، ستعزز صفوف جيشنا بكفاءات شابة متسلحة بشتى المعارف النظرية والتطبيقية التي تلقتها، وستكون بدورها إضافة هامة في مسيرة تطور الجيش الوطني الشعبي وحصنا منيعا ضد كل من تسول له نفسه المساس بسيادة الوطن واستقلاله واستقراره،
ومن هذا المنظور فإن ما تحقق في هذا المجال هو ثمرة رهان القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على العنصر البشري عبر إحاطته بتكوين جيد يساير ما بلغته كبري المدارس العسكرية في العالم، وكذا نظير الأهمية التي يوليها له السيد رئيس الجمهورية الذي يحرص شخصيا منذ توليه سدة الحكم على الإشراف على تخرج دفعات جديدة بالأكاديمية العسكرية لشرشال الرئيس الراحل “هواري بومدين” ومتابعة مجرياته باهتمام بالغ، مع كل ما تحمله المراسم من جديد من سنة إلى أخرى.
الجزائر بتاريخها المجيد وغدها المشرق تستدعي من الجميع المزيد من التضحيات
وجاء في ختام الافتتاحية: “وعلى هذا الأساس حري بأبناء جيشنا ونحن نحتفل بستينية استرجاع السيادة الوطنية والاحتفال باليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي الموافق ليوم 04 أوت مواصلة المسار على نهج الوفاء لقيم أسلافنا الميامين من خلال مضاعفة الجهود على كافة المستويات والأصعدة، ذلك لأن الجزائر بتاريخها المجيد وغدها المشرق تستدعي من الجميع المزيد من التضحيات التي مهما عظمت لن تبلغ بأي حال من الأحوال تلك التي بذلها شهداء المقاومات الشعبية والثورة التحريرية وشهداء الواجب الوطني”.