التحق أزيد من مليون و700 ألف طالب جامعي بمقاعد الدراسة عبر مختلف ربوع الوطن، حيث أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد كمال بداري على افتتاح السنة الجامعية الجديدة من ولاية معسكر،
وأهم ما يميز الدخول الجامعي الجديد توظيف 2200 أستاذا جامعيا جديدا، وتوفير أزيد من 45 ألف مقعدا بيداغوجيا جديدا و20 ألف و500 سريرا جديدا، كما تم تلبية طلبات الطلبة الجدد بنسبة 70 بالمائة في اختياراتهم الثلاثة الأولى وتسجيل 340 ألف طالبا جديدا.
الوزير بداري: “توجيه التكوين في الجامعة نحو مهن المستقبل”
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد كمال بداري في كلمته لدى إشرافه بجامعة “مصطفى اسطمبولي” بمعسكر على مراسم الافتتاح الرسمي للسنة الجامعية الجديدة عزم الوزارة على مراجعة خارطة التكوينات من أجل توافق أفضل وتوزيع أمثل لنقاط عروض التكوين بالمؤسسات الجامعية وأقطاب الامتياز،
وتوجيه التكوينات نحو مهن المستقبل، مثل تعليم الذكاء الاصطناعي وأنترنت الأشياء والطب والتحولات الاقتصادية والجيوسياسية وعلم الروبوتات والتنمية البشرية المستدامة والانتقال الطاقوي الضرورية للتخلي عن الطاقات الاحفورية،
كما دعا الوزير إلى تفعيل كل الإجراءات لتثمين نتائج البحث بتحويلها لخدمة المحيط الاقتصادي والاجتماعي وعلى الخصوص بإنشاء مراكز للابتكار والتحويل التكنولوجي،
ومواصلة إنشاء الحاضنات وإبرام اتفاقيات مع وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، وكذا تعزيز بصفة تدريجية النشاطات البحثية التنموية على مستوى المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية مع ترقية إنشاء المؤسسات الاقتصادية الفرعية على ذات المؤسسات الجامعية والبحثية.
“أنماط تكوين جديدة معتمدة عالميا في الليسانس والماستر”
كما أكد على مواصلة الرقمنة في القطاع على كل المستويات وبذل مجهودات أكبر من خلال وضع نظام معلوماتي مدمج يغطي جميع النشاطات البيداغوجية والبحثية والحوكمة،
مذكرا بان الدولة الجزائرية دأبت على ترقية قطاع التعليم العالي وتطوير الموارد البشرية العاملة في حقول البحث العلمي المختلفة من خلال توفير كل الوسائل الممكنة لتحسين نوعية التعليم والبحث والتأطير وتوفير مناخ اجتماعي ومهني للأساتذة الباحثين واعتماد أنظمة أكثر جاذبية من اجل تعزيز القدرات العلمية والتقنية الوطنية،
كما أبرز الوزير بداري سعي دائرته الوزارية لإيجاد صيغ للتوافق والتوازن في منظومتنا الجامعية بين مختلف التخصصات العلمية والتكنولوجية وكذا تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية والتي لا تزال بلادنا في حاجة إليها لترقية ثقافتنا وهويتنا،
كما أبرز الوزير بداري أن المرسوم التنفيذي رقم 22-208 المؤرخ في 05 جوان 2022 الذي يحدد نظام الدراسات والتكوين للحصول على شهادات التعليم العالي والنصوص التطبيقية المرافقة له، سيؤسس لنقلة نوعية في نظام التعليم العالي من خلال إرساء أنماط تكوين جديدة معتمدة عالميا في طوري الليسانس والماستر،
ورفع الكفاءة المعرفية والمهارية لخريجي التعليم العالي، وإعادة بعث مسار تكوين المهندس والمهندس المعماري وفقا لرؤية مقاولاتية حديثة.
“العمل على مواصلة تحسين الخدمات الجامعية”
أشار الوزير بداري الى أن الوزارة ستعمل على وضع نظام متابعة دائم لتحسين الحياة الطلابية على مستوى الخدمات الجامعية لضمان خدمات لائقة، ومواصلة عملية تحسين الخدمات الجامعية بصفة تدريجية بهدف وضع في المدى القصير نموذج لاستعمال الوسائل لتحديث وتحسين الخدمات المقدمة للطلبة من حيث المنحة والإيواء والإطعام والنقل والتغطية الصحية، كما حث على تكثيف وتطوير النشاطات الرياضية والثقافية في الوسط الجامعي، ووضع قانون أساسي للطالب الرياضي، ومراجعة شروط وطرق تسيير الجمعيات الطلابية لخلق جو ممارسات جمعوية تشاركية نبيلة.
“تحويل الجامعة إلى مؤسسة اجتماعية تساهم في الاقتصاد الوطني”
أبرز السيد بداري أن الوزارة تعمل من اجل تحويل الجامعة الجزائرية إلى مؤسسة اجتماعية تساهم في بناء الاقتصاد الوطني وانفتاحها على المحيط التعليمي والبحث الدولي الذي هو في تغير دائم وسريع،
مشيرا أن الجامعات الجزائرية ستعمل على إبرام اتفاقيات وتوأمة مع نظيراتها من الجامعات العالمية وهذا في إطار برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وأضاف الوزير بداري أن هدف قطاعه هو أن يكون المتخرج من الجامعة الجزائرية في شكل مواطن صالح مبتكر يمارس التواصل عبر معرفته للغات الأجنبية وتكنولوجيا الإعلام والاتصال وله سعة التحليل،
مبرزا السعي لجعل الجامعة الجزائرية قاطرة للتنمية المحلية تستجيب لمتطلبات المجتمع وهذا سيتحقق بالتعاون والشراكة مع الجماعات المحلية، وبخصوص نمط التعليم عن بعد الذي تم اعتماده خلال السنتين المنصرمتين بسبب جائحة كورونا،
أبرز الوزير بداري أن هذا النمط التكويني ابتكاري هدفه القيام بعمل تشاركي جماعي سنشجعه وندخل عليه كل الميكانيزمات اللازمة من اجل أن يكون تعليما نافعا ومسايرا لما تقوم به الجامعات الأخرى.