شرع الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي مؤخرا من عملية تجديد مجالس إدارة الصناديق الجهوية، وأعقب هذا الحدث تنظيم جمعية عامة وطنية استثنائية نهاية سبتمبر أفرزت انتخاب مجلس وطني، اضافة لعقد جمعية عامة عادية لغلق الحسابات، ولعل أهم ما يميز هذه العهدة الجديدة هو المشاركة الكبيرة لعنصر الشباب والجامعيين والذين سيقدمون نفسا جديدا للصندوق الوطني للتعاون الفلاحي.
وتبشر هذه الفئة من المنتخبين الجدد من المستوى التعليمي العالي بمرحلة جديدة في التسيير، ما يمثل نقطة تحول تمهد الطريق نحو اعتماد استراتيجيات جديدة لضمان حسن التسيير مستقبلا للصناديق. وضمن نفس السياق وحرصا منه على تنوع قاعدته، شجع الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي على التمييز الايجابي لصالح جمعيات النساء الريفيات من خلال تقديم حصص اجتماعية لهن وحثهن على المشاركة في تسيير الصناديق الجهوية وكذا الدفاع عن حقوقهن في الميدان
وهو ما يعتبر بمثابة ورقة رابحة بالنسبة للصناديق الجهوية نظرا إلى صعوبة التقرب من النساء الريفيات سابقا، وقد تمت هذه الانتخابات الرسمية في جو تسوده الديمقراطية تحت إشراف اللجنة الممثلة للمديرية العامة وذلك بحضور المحضر القضائي لضمان مصداقية وشفافية هذا الحدث الذي يعد على قدر كبير من الأهمية.
إن الدور الأساسي للمنتخبين هو إدراج ثقافة التأمين لدى أهالي عالم الفلاحة والصيد مع تسليط الضوء على مبادئ العمل التطوعي وتبادل المساعدة وروح الانتماء لعائلة التعاون الفلاحي، والقيام في نفس الوقت برفع نسبة الولوج في سوق التأمينات الفلاحية التي تبقى ضئيلة جدا.
إن إدراج مفهوم التعاون المعتمد على تبادل المساعدة والمسؤولية الجماعية، في فكر الفلاح ليس بالشيء الهين، وقد كان تجديد مجالس الإدارة بمثابة فرصة لتقديم الشروحات الوافية للاطلاع على درجة الأهمية والمسؤولية للفلاح المنتخب
وفي هذا الإطار، وأكد الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي عزمه على استعمال كافة الوسائل التي بحوزته بالإضافة إلى معرفته وخبرته الكبيرة، بغية تشجيع ومرافقة هؤلاء المنتخبين الذين التحقوا بهذه المؤسسة، بهدف تجسيد التغيير على أرض الواقع مع اعتماد رؤية جديدة تهدف إلى عصرنة وسائل الإنتاج واستعمال التكنولوجيات الجديدة لاسيما في الشعبة الفلاحية من أجل تحسين الإنتاج.