تم بالمعهد التكنولوجي المتخصص للتكوين الفلاحي في الجزائر (الجزائر العاصمة), إطلاق عملية غرس ما يقارب 100 ألف شتلة عبر كافة التراب الوطني إحياء لليوم العالمي للغابات.
وتم الشروع في عملية التشجير من طرف ذوي الهمم بحضور المدير العام للغابات, جمال طواهرية, وممثلة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) السيدة إيرينا كوبليفاتسكايا -بتود وممثلي منظمة اليونيسيف بالجزائر إلى جانب ممثلين عن السلطات المحلية لولاية الجزائر.
وأكد السيد طواهرية بالمناسبة أن عمليات التشجير متواصلة, خاصة مع انطلاق برنامج السد الأخضر الذي يتضمن غرس مختلف الأصناف من الأشجار الغابية والأشجار المثمرة المقاومة على مساحات شاسعة تقدر بـ 4,7 ملايين هكتار، وأوضح أن هذا المشروع سيسمح للجزائر باستعادة غطائها النباتي على مستوى التراب الوطني.
وحول الغطاء النباتي الذي تم استرجاعه، أشار السيد طواهرية إلى غرس أكثر من أربعة ملايين شجرة منذ انطلاق حملة التشجير للسنة الجارية.
وقال إن ما تقوم به وزارة الفلاحة والتنمية الريفية من خلال المديرية العامة للغابات, يهدف الى استرجاع المساحات الغابية عبر عملية غرس الأشجار وحمايتها وتنميتها, وأنه تم خلال انطلاق حملة التشجير الجارية غرس أكثر من أربعة ملايين شجرة, منها 1,8 مليون شجرة مثمرة لصالح الخواص المتضررين من الحرائق السابقة.
وذكر أن المساحات الغابية قبل حرب التحرير كانت 5 ملايين هكتار و تقلصت إلى 3 ملايين هكتار خلال الحرب التحريرية، مبرزا أن الدولة الجزائرية سعت منذ الاستقلال إلى استرجاع المساحات الغابية التي بلغت وفق احصائيات 2008 إلى 4,1 مليون هكتار.
كما حذر السيد طواهرية من استنــــزاف الثروات الغابية حيث قال أن “الأمر يتطلب التجنيد على كافة المستويات للحفاظ عليها من خلال الاستغلال العقلاني والتطوير في إطار التنمية المستدامة”.
كما أشار الى مشروع القانون الجديد للغابات والثروات الغابية الذي يأخذ بعين الاعتبار كل الانشغالات لحماية الثروة الغابية و إعطاء دفع جديد لتنميتها مع خلق فرص للاستثمار بها.
وأفاد أن مشروع هذا القانون يتضمن مشروع استخدام الطائرات بدون طيار للكشف المبكر عن حرائق الغابات, مؤكدا أن اللمسات الأخيرة لإعداد النصوص القانونية لاستغلال هذا النوع من الأجهزة تتم على مستوى الحكومة.
مؤكدا أن السلطات العمومية تتخذ الإجراءات اللازمة للكشف المبكر عن حرائق الغابات وأنه سيتم استعمال هذا النوع من الطائرات لهذا الغرض.
وقال ان المديرية العامة للغابات تطور استراتيجيتها لمكافحة حرائق الغابات وذلك انطلاقا من التجارب السابقة لتدارك النقائص, مؤكدا أن المساحات الغابية للسنة الماضية تمثل ربع الحرائق التي جرت في السنة التي قبلها أي تقلصت من 100 ألف هكتار إلى 26 ألف هكتار.
وأوضح أن السلطات العمومية اتخذت عدة إجراءات في إطار مخطط مكافحة حرائق الغابات وذكر منها فتح المسالك الغابية وتهيئة و فتح خطوط مضادة للنار مما يسمح بالتحكم أكثر في المساحات الغابية في حالة الحرائق إلى جانب إجراءات لحماية المنشآت والساكنة المتواجدة قرب الغابات.
…ممثلة منظمة الاغذية الزراعية للامم المتحدة تؤكد “الغابات تُمثل مصدر غذاء لاكثر من مليار شخص”
من جانبها أكدت ممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالجزائر, إيرينا كوبليفاتسكايا بوتود, على أهمية الغابات في الحفاظ على التوازن البيولوجي و الحد من التغيرات المناخية ,فضلا عن دورها في التغذية والصحة البشرية , حيث صرحت ان الغابات تمثل مصدر غذاء نباتي وحيواني لأكثر من مليار شخص في العالم.
وقالت ان شعار الفاو لهذا العام : الغابات والصحة يهدف إلى إظهار أهمية الحفاظ على هذه الموارد الطبيعية و إبراز دورها في تحقيق الرفاهية.
وبالمناسبة تم الإعلان عن الفائزين في المسابقة الخاصة بإنشاء وتصميم وتنسيق الحدائق وتزيين النباتات, والتي خصصت لطلبة السنة الثانية للمعهد التكنولوجي المتخصص للتكوين الفلاحي في الجزائر, من طرف مديرة المعهد السيدة زروقي فريال.
وفاز مشروعان في هذه المسابقة من بين 9 مشاركات مؤهلة, حيث تم التحكيم في هذه المسابقة من طرف مختصين وخبراء في عدد من المعاهد الفلاحية المتخصصة في الجزائر إلى جانب ممثلي منظمة الفاو بالجزائر.
للإشارة فقد تم على هامش هذه المناسبة تنظيم معرض تضمن مختلف المنتجات الغابية الخشبية وغير الخشبية والاعشاب العطرية والطبية من طرف مهنيين ومختصين.